السحر

 السحر ؟

اَلسِّحْر مصطلح عام يستعمل لوصف فعالية تقوم بتغيير حالة شيء ما أو شخص ما في نطاق التغيير

 الذي يمكن للشيء أو الشخص أن يتعرض له دون خرق لقوانين الطبيعة والفيزياء ويعتقد البعض أن

 بإمكان هذه الفعاليات خرق قوانين الفيزياء في بعض الحالات، وهناك على الأغلب التباسا بين السحر

 والشعوذة في مقابل فن الوهم كخفة اليد وتستعمل كلمة السحر كمرادف لجميع هذه المصطلحات التي

 تختلف عن بعضها البعض.



السحر والأديان

حرم الدين الإسلامي السحر والشعوذة، ويعد الساحر كافراً وكذلك من أتى عرافًا فصدقه فقد ورد في سورة

 البقرة آية 102 «واتبعوا ما تتلوان الشياطين على ملك سليمان، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا

 يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن

 فتنة فلا تكفر، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله،

 ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، ولبئس ما شروا به

 أنفسهم لو كانوا يعلمون». كما حرمت الديانة اليهودية والمسيحية السحر، فقد ورد في سفر الخروج 22-18

 «لا تدع ساحرة تعيش». من جهة أخرى كان الاعتقاد بدور السحر كعامل في التأثير على الطبيعة وما وراء

 الطبيعة سائداً في معظم الديانات التي كانت سائدة قبل الديانات التوحيدية وخاصة في الديانة الزرادشتية

 التي كانت عاملا مهما في الاعتقاد بوجود كينونة الشر التي هي في صراع أزلي مع كينونة الخير ويرجع بعض

 المؤرخين جذور السحر في إطار ديني إلى فترة العصر الحجري الحديث حيث كان الانتقال من حياة التنقل إلى

 حياة الزراعة والاستقرار دور في تحول رئيس القبيلة إلى ملك والمؤمن بالخرافات والأساطير والعلوم

 الخفية إلى كاهن كان مهمته نقل تعليمات الإله إلى المجتمع. كانت الوسيلة الرئيسية للسحر في المعتقد

 الديني هي التعويذة والتي كانت عبارة عن كلمات أو كتابات مخلوطة بمواد خاصة يقوم بتحضيرها الرجل

 الديني في طقوس خاصة وكان هدف التعويذة يتراوح من تغيير للمستقبل إلى السيطرة على شخص ما أو

 عامل ما وكانت هذه التعاويذ عادة ما تتم تحت مزاعم استحضار قوى إلهية وغالبا ما كانت التعويذة تتم

 على مراحل منها:
  1. التحضير بأيام قبل طقوس التعويذة بالصوم أو الصلاة.
  2. تهيئة جو خاص بالطقوس باستعمال روائح خاصة أو مواد معينة و أتباع دين معين .
  3. طقوس استحضار القوى الخارقة أو الإلهية التي كانت تختلف باختلاف الدين المتبع.
  4. إلقاء التعويذة. 
  5. تقديم القرابين.
  6. يقدم العمل بعد الأنتهاء منه للشخص المقصود
  7. انتظار أيام معدودا يحددها الساحر لتفعيل العمل
هناك إجماع على أن مفهوم السحر في الديانات القديمة كانت نابعة من عدم إدراك الإنسان لقوى الطبيعة

 وعدم وجود تحليل علمي لظواهر كانت تعتبر غامضة للإنسان القديم. بصورة عامة كان استعمال السحر

 من منطلق ديني نابع من إيمان صاحب الدين بقدرة الإله في تغير حياته ومصيره وكانت الطقوس السحرية

 من هذا المنظور دعاء الشخص للإله بالتدخل. ويمكن ملاحظة هذا في تشابه إلى نوع ما لفكرة الدعاء

 والصلاة وتقديم القرابين في ديانات متعددة لا تزال تمارس لحد هذا اليوم حيث إن فكرة طلب المساعدة

 من الخالق الأعظم هي نفس الفكرة القديمة ولكنها أكثر عمقا وفلسفية من الديانات البدائية.

هناك بعض الآثار القديمة تشير إلى استعمال السحر من منظور ديني لدى الإنسان القديم وتشير بعض

 الرسومات القديمة في كهوف فرنسا إلى استعمال السحر للمساعدة في عملية الصيد وتم العثور على آثار

 مماثلة لدى قدماء المصريين والبابليين واستنادا إلى مارغريت موري (1863-1963) المتخصصة في العلوم

 المصرية القديمة فإن كل طقوس السحر والشعوذة يمكن اقتفاء آثارها إلى طقوس دينية قديمة لديانات

 كانت تعبد الظواهر الطبيعة وإن بعض التعويذات التي كانت تستعمل في أوروبا في القرون الوسطى

 مشابهة إلى حد كبير لكتابات هيروغليفية عمرها 2500 سنة على أقل تقدير وإن فكرة تقديم القرابين للإله

 ترجع إلى العصر الحجري حيث تم العثور على منصة ذبح القرابين في العديد من الكهوف القديمة في أوروبا.

يمكنكم قراءة المزيد في قسم 👈فك السحر👉





أحدث أقدم